بمن ستضحى هذا العيد ؟!
” الساخر كوم ”
رغبة فى رسم صورة العفريت الذى يقتلك أيها المسكين غماً وقرفاً
نرجو من خلال تلبية الدعوة أن تفك عقدك .. وتريح ضميرك .. وتخلع نعليك !
وترسل رسالة لهذا المخلوق الذى يزعجك شخيره أو رائحة قدميه مفادها :
لولا خوفى من كلام الناس لضحيت بك هذا العيد يا صديقى العزيز :ops2: !
صفحة تبث فيها اعجابك بصبر الخرفان على أصحابها المؤمنين !
فربما كان السبب الوحيد الذى يمنع الخرفان من أن تضحى بأصحابها يوم العيد أنها لا تقدر على مسك السكين بحافر مشقوق !
وإلا لكنا رأينا يوم العيد بعض المحسوبين على تيار الإنسانية معلقين من أقدامهم يُسلخون !
هذا العام .. أردت أن أضحى بالخادمة ..
ووافقتنى المدام بابتسامة عريضة تحمل كل علامات التشفى :171:
وربما قد شعرت الخادمة بتلك الرغبة المفضوحة فباتت تسألنى كل ساعة تقريباً عن موعد قدوم مستر خروف !!
والخادمة هى عنوانٌ دقيق لكل سعادة مكسورة ..
وسببٌ منطقى لكل ذكرى مهدورة ..
ووسيلة ناجحة لتحويل البيت إلى متحف للأثاث المكسر !
لكن لا بأس .. فزوجتى المصونة تقوم بالواجب على أكمل وجه .. وتدافع عنا بكل ما أوتيت من حنجرة !
فتحولت المدام إلى طاقة صوتية متحركة تصرخ فى كل شئ فى البيت لم ينكسر بعد ..
لتفك عن غيظ قلبها مع كل خبرٍ يأتينا صوت ارتطامه بالأرض !
يشملنى صراخها أحياناً لأننى لا أصرخ أنا الآخر فى الخادمة وأعانى من “برودة” فى الأعصاب !
والحقيقة أنى عانيت لفترات طويلة من سخونة ملتهبة فى الأعصاب حتى “ساح” كل شئ .. وتحولتُ بعد ذلك لكائن لا يشعر إلا بأعصاب الآخرين !
الفكرة لم تفلح .. وهربت الخادمة :n: !
فكرت أن أضحى هذا العام بكل أحزانى وهمومى وخيبتى الثقيلة ..
فلم أستطع بكل صراحة !
ووجدت أنى إن فعلت ذلك فلن أجد -بعد ذبحهم- من يؤنسنى ويملأ فراغ حياتى ويعاملنى كشخص محترم تهمه أخبار العالم !
ثم إنى لا أعرف كيف أشعر بشئ غير الحزن والهم والخيبة .. فلم أتعلم سواهم !
ولا أفهم كيف يشعر الآخرون بالسعادة .. وتتملكهم الرغبة فى توسيع الفم لتبلغ الضحكة شحمة الاذن !
فكيف بى إذا ضحيت بالحزن ساعة تسرع واحباط ؟
من غيره هذا الصديق يقيل عثرة أفراحى التى لم يتحرك لها مفصل منذ أن ولدَت فى العراء !
وإن ضحيت بالخيبة .. فمن يضمن لى أنى سأحصل على خيبة أخرى مجاناً تكفينى خمسين عاماً قادمة !
المهم .. الفكرة فشلت .. واحتفظت بى أحزانى عن استحقاق وتقدير !
فكرت أن أضحى بالحكومة وأطنشها إلى الأبد 😡 !
فبادرتنى الحكومة بخطاب مسجل مرسوم على مظروفه صورة رجل يضحك ملأ أذنيه ويخرج لى لسانه !
وفى الخطاب لم تضطر الحكومة لتوضيح أى شئ : كلمة واحدة من حرفين .. طز !!
فكرت أن أضحى بنفسى فداءً لرخاء البشرية ..
ولكى يستريح العيال من عناء أربعين قفا يومياً أو يزيدون ..
أعبر لهم بها عن عميق تقديرى وامتنانى لأننى أبوهم الذى يطعمهم ويسقيهم ويلبسهم .. وبس !
لكنى لن أكون قادراً فى يوم من الأيام على حمايتهم إن رأى أحد الصالحين أنهم مجرد زوائد بشرية
تعيق النمو وتمنع المواطنين من التقدم نحو الهدف الأسمى والأعلى : وهو خدمة الوطن !
لن أتمكن من شرح وجهة نظرى لأصحاب الوطن ولا لعمالهم الأوفياء ..
لن أملك الإجابة على سؤال يطرحه ابنى عن بديهيات يفهمها هو وأحاول ألا أعرفها ..
لن أتمكن من الإنكار كل الوقت أمام سؤالات لا ترحم ضعفاً ولا تفهم تبريراً عبيطاً ..
تحمست للفكرة وبحثت ونقبت ..
فلم يقبلنى أى جزار إلا مجاناً دون شروط مسبقة وبلا مقابل !!
فكرت أن أضحى بالوطن .. فتذكرت أنه قد سبقنى وضحى باللى خلفونى قبل عشرين سنة !
فكرت أن أضحى بعقلى فداءً لكل تزوير ..
أردت أن أضحى بقلبى كى تهنأ روحى بشعور الـ “لامعنى” فى زمن الـ “لامعقول” ..
وفى النهاية ..
لم أجد أرخص من خروف مسكين أنحره فداءً لحيرتى !
وكل عام وأنتم بخير وكويسين مثلى تماماً :p
مفروس
Archived By: Crazy SEO .
Comments
Post a Comment