بوشيــات بوشـبوش..!
” الساخر كوم ”
بالداخل.. جلست كوندليزا على الكرسى المواجه لمكتب الرئيس بوش ، وجلس كولين باول فى الكرسى المقابل ، وبعيدا على الأريكة الواسعة جلس رمسفيلد شاخصا ببصره إلى سقف الغرفة.. أما بوش فكان يقف على مكتبه ، يقفز ويصرخ فى جنون.. موجها حديثه إلى كوندليزا وهو يضرب برجليه المكتب فتتطاير معه الأوراق والملفات فى وجه الجالسين..
بوش: كوندى.. لازم أفهم منك دلوقت حالا إيه اللى بيجرى..؟! ليه كل الناس بتقول علىّ إنى حمار.. يعنى (بالإنجلش الفصيح) دونكى..!.. إزاى حانكسب فى الإنتخابات بالطريقة دى..؟!
كوندليزا: سيادة الرئيس.. أكيد الشعب بيحبك ولازم يعطيك أصواته فى الإنتخابات القادمة.. وسيادتك طبعا عارف ليه.. الناس عايشه فى رعب وهلع وكل شوية نرعبهم برفع حالة التأهب مرة برتقالى ومرة أحمر.. وسيادتك طبعا باين فى الصورة إنك إنت اللى حاميهم وحارسهم.. كل الحكاية إن سيادتك زودتها حبتين فى موضوع الغلطات اللغوية فى خطبك وأحاديثك الصحفية ، وطبعا ده أعطى لأعدائنا وخصومنا الفرصة للتشنيع عليك بأنك يعنى.. ولا مؤاخذة يعنى (…)!
بوش: ماتقوليها إنت كمان.. بلا سيادة الرئيس بلا هباب بقه.. أنا مش قادر أفهم ليه الناس مكبرة الموضوع بالشكل ده.. إيه يعنى شوية غلطات وتهتهات وكام كلمة من اللى مابيتفهموش.. إيه اللى حصل يعنى..؟!
كوندليزا: سيادة الرئيس.. يعنى فى عز التحضيرات للإنتخابات ، وفى وسط كل المشاكل اللى إحنا غارقين فيها.. تيجى سيادتك وتقول فى خطابك “إنك ستعمل جاهدا على دعم الإرهاب فى الولايات المتحدة!” هل ده يعقل يا ريس..؟
بوش: كوندى.. إنت عارفه كويس أنا كان قصدى إيه ، أنا كنت عاوز أقول إنى سأعمل على منع الإرهاب.. مش دعمه..!
كوندليزا (بقرف): سيــــــادة الرئيــــس.. أنا فاهمة قصدك كويس.. لكن دى مش المرة الأولى لغلطاتك.. حتى أجهزة إستطلاع الرأى أكلت وشنا ، آخر إستطلاع أجروه كانت نتيجته إن 90% من الأمريكيين ليس لديهم مانع من إنتخاب رئيس مستواه العقلى أقل من العبقرية بقليل ، لكن كلهم أجمعوا على إن إختيار رئيس أمريكى مستواه العقلى أقل من مستوى الأغبياء شئ مرفوض.. طبعا قصدهم سيادتك..
كولين باول يكتم ضحكة خبيثة ، ويتقلب فى كرسيه فى إتجاه رمسفيلد.. وبوش يزداد جنونا ويقفز من على المكتب فى حركة بهلوانية رائعة ليسقط أمام باول.. ويصرخ فى وجههه..
بوش: آآآه.. شوفتك يا باول ، بتضحك علىّ وفرحان يا كابتن.. حتى أنت يا بوللى..!
باول: سيادة الرئيس أعذرنى.. حقيقى أنا ما كنتش بأضحك على (الغلطة) بتاعة المرة دى.. لكن أنا إفتكرت يوم ما جالك رئيس دولة التشيك وقلت له بمنتهى (البلاهة) “أنا لم أسمع عن بلادكم ولا أعلم عنها أى شئ إلا من يومين فقط حين قابلت وزير خارجيتكم”.. ده كلام يتقال برده يا سيادة الرئيس.. كسفتنا وسودت وجوهنا..!
بوش يحمر وجهه من شدة الغضب بعد أن ضحك الجميع بصوت عال على ما قاله باول..
بوش: إسمع يا باول.. أنا عارف إن دمك محروق منى لأنى مخليك فى الإدارة دى آخر من يعلم وحيطتنا المايلة..! لكن أنتم لازم تساعدونى فى المشكلة دى.. حا نخسر الإنتخابات وهانرجع نقعد على القهاوى يا ناس.. وساعتها كلهم هايدوروا علينا عشان الإنتقام والحسابات..
باول: قصدك إيه ياسيادة الرئيس؟
بوش: نعم يا أخويا..!؟ إصحى لى إنت وهو وهى.. إنتم ناسيين إن إحنا قاتلين الآلاف من البشر.. فى أفغانستان والعراق وغيره وغيره.. و طول ما إحنا فى السلطة مافيش حد هايفكر يقرب لنا.. لكن لو خرجنا ياحبيبى إنت وهو.. مش بعيد يقتلونا يا بوللى..!
باول: مين اللى يقتلنا يا ريس.. هو إحنا مسلمين ولا إيه..؟!
بوش: الزرقاوى أو بن لادن يا فالح.. دول إيديهم طايلة..!
رمسفيلد يخلع نظارته بعنف ، ويكسرها بيديه ثم يلقيها على الأرض ، ويدوس عليها فى هستيرية وغضب.. وينظر إلى بوش..
رمسفيلد: إسمعنى كويس يا سيادة الرئيس.. الخازوق اللى عايزنا نشربه معاك ده.. من واجبى إنى أوضح لك إنك هاتشربه لوحدك.. أنت صاحب قرار الحرب.. وإنت اللى قلت لنا إدخلوا العراق فدخلنا العراق.. وعلى رأى المثل.. إدبح يا زكى يا قدرة.. يدبح زكى قدرة..!
كوندليزا تقفز من كرسيها بتلقائية سريعة كأنما قرصها حنش.. مشيرة إلى رمسفيلد بإصبعها الأسود الغليظ..
كوندليزا: إسمع يا رمرم.. الوقت ده مش وقت حساب وعتاب.. خلاص إحنا دخلنا العراق وإنتهى الموضوع.. وسيادة الرئيس كان بيكره صدام كره العمى.. وعلى مدى سنوات طويلة كان بيشوف كوابيس وحشة خالص.. كأنه نايم على الأرض وصدام رابط رجليه فى الفلكه وبيمده على رجليه وسيادة الرئيس بوش يصرخ زى العيال ، فكان لازم يحارب صدام عشان يثبت لنفسه إنه قوى وشجاع.. ويا سيدى اللى مات وقتل فى العراق أهو إرتاح من الدنيا وقرفها.. واللى لسه عايش باقى العصابة اللى بتحكم فى العراق ها تقوم بالواجب..
رمسفيلد: أنا آسف.. إحنا لازم فعلا نهدئ أعصابنا شوية وإلا هانروح فى أبو نكله..!
كوندليزا: إحنا مشكلتنا دلوقت فى لسان سيادة الرئيس اللى فرج علينا اللى يسوى واللى ما يسواش.. عاوزين نشوف له حل عشان يبطل يخرف.. ويقول كلمتين عليهم القيمة..!
رمسفيلد: طبعا كلكم عارفين إن أنا كنت أعانى من نفس مشكلة (اللسان الفالت).. لغاية ما تكرمتم علىّ جميعا وأبعدتمونى عن الميكروفون..
باول (مقاطعا رمسفيلد): آه.. أنا حتى فاكر أنهم أعطوك جائزة الكلام الغير مفهوم Foot in the Mouth وده كان على حديث صحفى غريب مافيش حد فهم منه حاجه.. أنا نفسى شعرت أنك كنت ولا مؤاخذه يعنى.. ضارب حجرين..!
رمسفيلد ينظر لباول بإحتقار.. ثم يكمل كلامه..
رمسفيلد: شكرا للسيد الوزير على التوضيح الظريف أبو دم خفيف.. كنت بأقول لسيادة الرئيس إن أنا كنت على علاج لفترة طويلة عشان أتخلص من هذا الداء..
بوش يقفز مرة أخرى على المكتب ويصرخ فى فرح..
بوش: علااااااااج… يعنى فى أمل يا رمرم..!؟
رمسفيلد: طبعا فى أمل.. وخير دليل على ذلك إن أنا لم يصدر منى ولا تخريفة واحدة على مدار الشهور الماضية.. صح يا كوندى..؟!
كوندليزا: نعم ده صحيح.. فلم نسمع منك أى كلمة عبيطة من زمان..
باول يهز رأسة معبرا عن موافقته على كلام كوندليزا..
بوش: أيوه ياسيدى.. قول لى بقه إزاى أتعود على الكلام الزين.. وأبطل خرفطه..
رمسفيلد: بسيطة.. كل يوم تقف أمام المراية لمدة ساعتين.. تردد هذه الجملة “أنا مش حمار وأهبل.. أنا رئيس محترم” على الأقل ألف مرة خلال هاتين الساعتين.. وفى النهاية ستجد نفسك مقتنعا فى وجدانك وفى عقلك الباطن إنك راجل محترم ولازم تتكلم كلام محترم..
بوش ينظر لرمسفيلد فى سرور بالغ ، ويقفز مرة أخرى من على المكتب بخفة عالية ليسقط فى حجر رمرم.. فيقبله بحنان بالغ..!
على مدار الأسابيع التى تلت هذا الإجتماع الهام ، والذى غيّر مستقبل بوش السياسى وأعطاه الأمل فى الفوز بالإنتخابات القادمة ، كان بوش يُرى فى ردهات البيت الأبيض كثيرا ما يقف أمام المرايا ويتمتم بكلام غير مسموع لمن حوله.. يكرره ويعيده..
“أنا مش حمار وأهبل.. أنا رئيس محترم”
“أنا مش حمار وأهبل.. أنا رئيس محترم”
أنا مش حمار……………..
حتى إنتشرت إشاعة قوية فى البيت الأبيض وإنتقلت بدورها إلى الأروقة السياسية فى واشنطن.. أن الرئيس بوش أصابه الجنون..!
Archived By: Crazy SEO .
Comments
Post a Comment