موب كيفى حبك يا وطن ..!
” الساخر كوم ”
نقول تانى :
المطلوب فى هذه المرحلة كرد “متحضر” على جمهور الغاضبين .. وعد بابوى بحب محمد !
هناك أمل .. ورجاء .. واستجداء .. وذرات هواء تحركها هتافات المواطنين
أن يقبل زعماء الغرب الدينيون وعلى رأسهم “الأب”.. و”الإبن” .. و”روح الأجندة”
التنحى عن موكب الصدام مع الإسلام بكل تفاصيله !
نرجوكم “بلييز” : إسلامنا جميل .. ونبينا متحضر .. ونسواننا يقبلون التحدى !
ونحن كما ترون عرايا نرفض فكرة الردع اللائق ..
ونكره الرد المناسب للإزدراء .. لأنه من العنف الدموى الرجيم !
نحن نطلب من “نياحتكم” شيئاً يسيراً على من يسر الله عليه :
أن ترتكبوا قدراً زائفاً من الإعتذار عن عقيدة تلوكها قلوبكم ..
وهى المحروق الأول -بعد النفط- لتسعير العداوة !
ما الذى يحدثه التنديد .. والتظاهرات .. والتناطحات .. كبديل “حضارى” عن “عنف” الجيوش !
جنودنا أدمنوا قزقزة حبات الرمال فى صحرائنا المنهوبة .. “يفرقعون” أصابعهم من الزهق !
تفوقوا فى مجال “الهتاف” .. كجمهور مأجور .. فى مبارايت الكرة .. والسلة .. وملكات الجمال !
نحن نعانق أحذيتهم .. ونبادلهم التحية بأضعافها .. ونفيض عليهم من كرمنا الحاتمى باصدار كافة أنواع التصريحات التى تحمى مؤخراتهم !
فلماذا يعتذرون ؟!
وعن أى شئ تحديداً !؟
سئمت كل شئ تقريباً ..
وتقريباً هذه لا وظيفة لها فى هذا السياق إلا الإحتراز من آفة التعميم !
فأعترف أنى مازلت أحب نفسى .. وأحب وطنى .. وحيطان الدولة !
وهذا العشق يخلق فى نفسى شيئاً من التناقض .. وتضارب المصالح .. بين ما هو “دولة” .. وما هو “وطن” !
وما فهمته بعد عدة دروس “وطنية” :
أن الوطن هو الملعب .. الذى لا يمكنك دخوله إلا بتذكرة .. قد تكون “ثالثة” أو مقصورة ملكية !
اللاعبون والحكام والذين يقومون بتسليم الجوائز والذين يتسلمونها هم أصحاب الوطن !
أما “المواطنون” : فهم جمهور المتفرجين .. الذين يصفقون .. ويحتفلون .. ويرقصون فرحاً
يحملون صور اللاعبين .. ويلونون وجوههم بألوان العلم الوطنى .. ويدعون لحارس المرمى بالثبات على الأمر !
وإن استدعى الأمر .. يشعلون أرجاء الوطن بالصواريخ النارية !!
أما الدولة .. فهى مجموعة الخيام وعربات الطعام التى تنصب على ظهر الوطن حتى تنتهى المباراة !
فما لله لله .. وما للوطن فهو لأصحابه .. وما للدولة إلا حلب المواطنين !
أوطان من هذه .. لا ندرى ؟! يقولون أنه ملك للقائمين عليها بالسهر والحمى !
ثم ما هى المصلحة من تسميتها “أوطان” ؟
ولماذا هى أوطان .. وليست بتنجان .. أو رمان .. أو حتى حبهان !؟
هل كان من الأوجب أن نسميها “مراعى” المواطنين !؟
أم ربما من اللياقة (التى هى عكس الجلافة) أن نسميها : “مزارع” الوطنية !؟
أم ربما نسميها :
حمام الغبار ؟
مكوجى الأمانة ؟!
جزمجى يقظة الضمير ؟!
هل نسينا أن نعلق على مداخل الوطن “حفظه الله” لافتة تقول : الوطن تهذيب واصلاح للمواطنين !
لا أدرى .. فدائماً ما تتجنبنى الحكمة حين يبدأ الحديث عن لوغاريتم “الوطن” !
أنا مواطن .. إذن أنا حتماً (وبمفهوم البداهة) أنتمى لوطن ما ..
و”الإنتماء” فى حد ذاته مشكلة .. إذ أنه طلسم غير مفهوم ولا مبلوع !
والمواصفات القانونية لهذا اللفظ “الإنتمائى” لا تخرج عن :
بقعة تلم أشيائى .. ومقصلة تنتحر عندها أوهامى .. وحائطٍ أصارعه برأسى !
وما أكثر “الحيطان” التى تحرس هذا الوطن !
هذا الوطن يملكك.. ولا تملك فيه إلا الدعاء لأصحابه بطول العمر و”صلاحية” البطانة !
لا تراه .. لا تتذوق حلاوة خيراته .. إلا بعد أن تحقق مفهوم “الإنتماء” !
وقد حاولت أن “أنتمى” لوطنى عدة مرات .. إلا أنى رسبت لأنى بحاجة لواسطة !
الواسطة تشهد أنك صالح للإنتماء .. لأن هذا الوطن ليس سبيلاً يغترف منه المواطنون
ولا “منهبة” ملكية تمطر على المعدمين بلا مقابل !
فكونك مواطن .. هذا لا يعنى أى شئ من الناحية الأخلاقية .. والقانونية !
بل أنت فى ذاتك مقترف لجريمة “المواطنة” قبل أن تفكر فى معناها ..
فلا غضاضة حيئذٍ أن تنتف رموش بعض المواطنين وتحلق حواجبهم إن فشلوا فى إثبات “الإنتماء” !
ثم أنا بحاجة بعد ذلك لعلاقة “تناغم” مع معزوفة الوطن ..
أنصت لتغريده .. أغنياته الوطنية بصوت بلابل الحكومة
ثم أصفق .. !
وطنى حبيبى .. وطنى الأكبر
كل شوية .. أشوفه بيصغر
فصاحب الوطن يختار “مواطنيه” بعناية .. !
ويسبغ عليهم ألقاباً تكديرية : “مواطن ضال” .. “مواطن صالح” .. مواطن وطنى” .. “مواطن مالهوش لازمه” ..إلخ
ثم يأتى دور الدولة : فتوفر عليك أعباء ظلك .. وتتكفل بـ”تظليلك” بما يتناسب مع تصنيفك الوطنى
كل مواطن له ظلٌ معين من الحكومة .. موكل بعد أنفاسه .. وقياس لسانه بعد كل كلمة !
لذلك اضطررت لتسريح ظلى “الحقيقى”.. الذى يتبعنى حين لا أحتاجه .. ويتركنى وحيداً فى عتمتى .. !
فهو أسوأ من كل المخبرين الصالحين الذين حفروا أسماءهم فى ذاكرتى ..
كانوا يؤنسون وحشتى حين يغيب النور .. ولا ينشطون إلا فى العتمة !
أوافق على كل حرف ورد فى الحديث الأخير لوزير الداخلية السعودى عن “سماوية” هذه الدولة
لأنها دولة التوحيد !
وربما جاء كلام سموه مُؤيداً بمعجزة أشبه بالأساطير .. حين وافق اليوم الوطنى أول أيام رمضان !
وهذه الـ “سماوية” لا حيلة لأحد فيها .. وعلى جميع المواطنين تحمل الأعباء التى خلفها هذا الموقف الإضطرارى !
ومع إقرارى المبين أعلاه .. إلا أنى أختلف مع المحتفلين بعيد الوطن فى شئ هام :
أن من الأولى أن يكون المسمى لهذا العيد : عيد الدولة .. لأن هذه هى مهمة المواطنين !
أن يحتفلوا بعيد الدولة التى تأويهم من جوع .. وتحميهم من الإنحراف العقدى !
أما الإحتفال بـ “عيد الوطن” : فهذه مهمة المالك الحصرى لعلامة “الوطن” التجارية !
فالدولة قد تكون سماوية .. إلا أن هذا لا يعنى توافقاً ملزماً من المنظور الوطنى
أما خلط هذه السماوية “الدولية” .. بمفهوم الوطن .. فهذا من مزج الزبيب بالتمر المنهى عنه !
وكما قال أحد المعلقين على المشانق بصفته مواطن “رغاى” :
إن للدولة رب يحميها .. لأنها سماوية
أما الوطن .. فأصحابه هم المكلفون بذلك !
فرفضت المشنقة أن تنزله إلا جثة هامدة !!
فسقط وهو يردد : موب كيفى حبك يا وطن ..!
مفروس (ساعة انتماء)
Archived By: Crazy SEO .
Comments
Post a Comment