بالروح... بالدم... نفديك يا ريس !!

” الساخر كوم ”

بعد أن أعلن الرئيس مبارك أنه (مضطرٌ) لترشيح نفسه مرة أخرى :u:
لتعذر وجود ذلك “الفلتة” .. من بين سبعين مليون بنى آدم
والذى يمكنه قيادة البلاد ببراعة مبارك.. نحو الهاوية :fr:
أجدنى مضطراً لخلع ملابسى تماماً.. كعريان ولدته أمه منذ لحظات :m:
لألوح بها من فوق برج القاهرة.. قائلاً مهللاً بأعلى صوت : بالروح.. بالدم.. نفديك ياريس !

ونحن إذ نشكر لفخامة الرئيس.. هذا الإحساس العميق بالمسئولية التى يتمتع بها تجاه وطننا الغالى مصر.. ونقر له بالفضل فى تحمل هذا الصداع الرئاسى المزمن ، لا نملك إلا أن نتقدم بأغلى التبريكات وأسمى الأمانى بدوام الصحة.. ونبارك ونهنى حبيب الشعب على فوزه المنتظر (حتماً) بفترة رئاسية قادمة.. وعقبال الفترة الرئاسية العاشرة :i: !

فمن الواضح .. أن معالى الرئيس الملهم قد لخص حدوتة الحكم فى مصر.. فى كلمات بسيطة ، حين تقدم بتفسير شامل معجز :ss: عن إجهاضه لكل محاولات الإصلاح الحقيقى فى البلاد.. وإصراره على جعل الإنتخابات فى مصر نوعا من الترويج لمنتجات عزبة جنابه :p .. إذ أوضح سيادته أن هناك فئة (ضالة) من أعداء الأمة الإرهابيين.. تتربص بمقدرات البلاد.. ستعتلى سدة الحكم (قطعاً) إذا ما قرر فخامته وأعطى للشعب القاصر “حرية الإختيار” الكاملة ، وستقوم بخداع الناخبين البسطاء ، وترغمهم بقوة السحر الأسود على إنتخابهم ، لتصبح البلاد بين عشية وضحاها محكومة من قبل المتطرفين الإسلاميين ، لذلك فمن الحنكة السياسية لمعالى الرئيس.. أنه أغلق باب الإنتخاب المباشر أمام الجميع.. وبشرنا ببشرى عظيمة.. أنه سيتنازل ويرشح نفسه للرئاسة للمرة السادسة .. وعقبال عندكم جميعاً k* !

قصة الحكم فى مصر تذكرنى بقصة حقيقية حدثت لأحد الأصدقاء منذ خمسة عشر عاماً تقريباً ، فقد كان لى صديقٌ شبه أعمى.. يرتدى نظارات ذات رقم قياسى فى تقعرها.. وحين أنهى دراسته الجامعية ، طلبوه فى التجنيد الإلزامى كما يحدث لكل الشباب فى مصر.. ولسبب واضح جلى.. كان هذا الصديق على يقين بأنه سيخرج من الكشف الطبى مرفوداً بإمتياز.. بعد أن يصرفوا له عصا يتحسس بها طريقه.. وكلباً يعينه على نظره العليل :j: !!

ولكن ما حدث كان مفاجأة قاسية من العيار الثقيل.. فطبيب العيون الذى فحصه ، بدا وكأنه على موعد بالثأر مع كل ذى أربع عيون.. فبعد فحص النظر.. وقف الطبيب مهنئاً صاحبنا الكفيف بأن نظره حديد.. ويصلح تماماً لأن يكون “قناص” الفرقة التاسعة :p !!

إنزعج صديقى بشدة.. وقال للطبيب : يا دكتور.. أنا نظرى من غير النظارة ضعيف جداً.. يدوب أشوف كف إيدى بالعافية… فغضب الطبيب من قول هذا الأخرق وتجهم.. وردَّ عليه معنفاً : حضرتك بتدلع ! .. نظرك كويس جداً وأنا الطبيب المسئول هنا .. وبعدين أنا اللى بأعمل فحص النظر ولا أنت ؟!.. أنت لائق طبياً.. وحتدخل الجيش غصب عنك :n: !!

أصيب صديقى بالإكتئاب الحاد.. ونصحه بعض المنافقين (المتفائلين) بالطعن فى الكشف الطبى.. وأن يطالب بإعادة الكشف مرة أخرى لتحديد النظر والتأكد من عدم لياقته طبياً.. وكبرت القضية فى دماغ صاحبنا.. وإنتفخ مطالباً بحقه فى إعادة الكشف مرة أخرى ، وتقدم بالطلب لهيئة التجنيد.. فأعطوه موعداً بعد شهر كامل ، شريطة أن يتم ذلك الفحص بعد إلتحاقه بالتجنيد.. وذلك من خلال الكتيبة التى سيُربط فيها خطامه بالجيش !!

وقَبـِلَ صاحبنا المغفل هذا الشرط.. ولبس الميرى.. فى تحد حقيقى لتحجر العقول والأفهام ، على أمل أن تظهر الحقيقة يوماً ما.. ويُسرح من الجيش سراحاً جميلاً.. وعانى الصديق ألوان العذاب بسبب إصرار الشاويش والصول وكل من له فضل رتبة عليه ، على أن يخلع نظاراته (ويبطل إستهبال) :k: وذلك لأن التدريبات والطوابير التى تُسحل فيها كرامة المجند ، تتعارض مع وجود هذا الشئ الزجاجى على وجهه..

وحاول صاحبنا مراراً أن يقنع الجميع أنه لابد له من لبس نظاراته وإلا سيتحول -ببساطة- إلى هدف عدائى متحرك للجميع :p !! .. وعبثاً حاول الصديق مراراً أن يقسم لهم بصدق ما يقول.. وكان الرد الذى يصفعه بإستمرار (بطل إستهبال.. الدكتور قال إن نظرك حديد !!) .. ولما اضطر صاحبنا لخلع النظارة بعد إلحاح مستمر على (قفاه) من كل من هب ودب ، تضاعفت معاناته.. وصار يهيم على وجهه كل يوم وليلة.. بحثاً عن يديه التى لم يعد يراها أمامه ! .. صبر صاحبنا على العذاب شهراً كاملاً.. كاد أن يلقى حتفه عدة مرات .. ومرات أخرى قُدم للتوبيخ بسبب ظن الضباط أنه أطلق الذخيرة الحية على قائد الكتيبة بغية قتله أثناء تدريبات الرمى.. بدون نظارات بالطبع :p !!

وجاء الفرج أخيراً.. وتسلم صاحبنا خطاب الوحدة الصحية ، التى تخبره بأن موعد إختبار وفحص النظر سيكون غداً ، وعليه الذهاب مبكراً لأن طبيب العيون لا يمكث فى الوحدة إلا ساعة واحدة.. يفحص خلالها قرابة المائة مريض !!.. فقام صاحبنا مبكراً.. وأسرع إلى الوحدة الصحية التى تقع على بعد عشرين كيلومتراً من وحدته العسكرية.. وإنتظر الدور.. وأخيراً نادى الباشتمرجى على إسمه.. فدخل صاحبنا مرتدياً نظارته السميكة.. وما أن دخل حتى أصيب بهبوط حاد فى دورته الدموية.. وكاد أن يُغشى عليه !! .. إذ وجد أن طبيب العيون الموكل بإعادة فحص نظره ، هو نفس الطبيب الذى فحص نظره فى مركز التجنيد ، والذى يبعد مئات الكيلومترات عن هذه الوحدة الصحية (بالذات) ، وكان سبباً فى إلتحاقه بالجيش بالإكراه :j: !!.. وعادة ما يكون الطبيب الذى يقوم بإعادة الفحص الطبى ، غير الطبيب الذى فحصه أولاً فى مركز التجنيد.. إذ من المفترض ألا يكون هذا الطبيب (بالذات).. هو الوحيد فى الجيش المصرى الذى يقوم بفحص نظر المجندين.. ولكن.. تعيس الحظ يعضه الكلب فى المولد :n: !!

طفق صاحبنا ينظر فى كل أرجاء الغرفة.. ماعدا وجه الطبيب 🙁 .. وتمتم بدعاء شديد كاد أن يصحبه بكاء :f: ، بألا يتذكره الطبيب وأن يمر الفحص بهدوء.. فقط بهدوء دون أن يحكم بإعدامه !! .. نظر إليه الطبيب بقرف وبلاهة شديدة.. وقال له : إيه يا سيدى الحكاية.. مش عاجبك الكشف الأول ليه.. يعنى إحنا ما بنفهمش حاجة مثلاً.. ما تيجى سيادتك تشتغل مكانى وأنا أروح أسرح بعربية ترمس عشان تنبسط !! .. ذهبت كل كلمات الدنيا من رأس صاحبنا إلى حيث لا رجعة :e: .. وضاعت أى قدرة لديه على تكوين جملة مفيدة من هذه الحروف التى تبعثرت فى رأسه.. وبعد فترة نطق صاحبنا.. وقال للطبيب بصوت أشبه بالنحيب :mm: : يا فندم أنا والله العظيم ما بأشوف من غير النظارة.. وأقسم لك إن نظرى هباب مطين بزفت.. وبعدين أنا عارف إن سيادتك طبيب ماهر وحاذق.. لكن يمكن يعنى.. يعنى يمكن يكون القياس طلع غلط شويتين !!..

قام الطبيب فى هياج شديد.. وأخذ برأس صاحبنا يجره إليه ، وأجلسه على كرسى الفحص وصرخ فيه : طيب أنا يا سيدى كنت غلطان.. وكنت ضارب حجرين لما فحصتك أول مرة.. وأدى دماغك أبوسها.. عايزنى أفحصك تانى.. حاضر على عينى .. هاه.. إتفضل.. يلا خلاص فحصتك.. أهو قدامك أهو.. نظرك زى الحديد !! وبأقولك لتانى مرة (بطل إستهبال) وإلا سأوصى فى تقريرى بأنهم يعطوك جزاء فى الكتيبة.. عشان تبطل دلع :k: !! .. يلا مع السلامة !

طبعاً.. توسل صاحبنا المغفل للطبيب.. وقام بتقبيل رأسه عدة مرات.. وربما لو أصر الطبيب حينها على أن يقبل قدميه لفعل ، خوفاً من أن يكتب فيه تقريراً أسوداً ، حتى لا يتعرض للجزاءات فى الكتيبة.. والتى عادة ما تقوم بها أجساد عملاقة متحركة.. ذات رأس بحجم البيضة :c: !! .. وأصبح غاية ما يتمناه صاحبنا ، أن يعود للكتيبة التى يمارس فيها عشوائيته الطائشة.. بدون توصية بأية عقوبات !!.. ونسى تماماً فكرة الحق الذى كان يطالب به ، وإقتنع على مر الشهور التى تلت تلك الحادثة أنه فعلاً كان بيستهبل.. :l: وأن نظره فشر أجدعها صقر بقرون !! .. وظل على هذه الحالة من “الإقتناع” حتى يومنا هذا.. فيجادلنا بثقة عجيبة على تسلل بعض لاعبي كرة القدم أثناء مشاهدة المباريات.. من غير نظارات :p !!

وكل إنتخابات وأنتم طيبين :nn
مفروس

الفارس مفروس

Archived By: Crazy SEO .

Comments

Popular posts from this blog

مهيصة الفلوجة أوشكت على الإنتهاء !

تخاريف واقعية