وقال الملك : إنى أرى 300 مليون بقرة !!

” الساخر كوم ”

أحلام الملوك هى القماش الأبيض الذى تصنع منه أكفان المستقبل !!

لم يكن عندى أى نية للإعتراض على هذه الحكمة التكنوقراطية .. رغم نقح الضمير !!
رغم المؤامرات التى أراها تحدق بى فى كوب الشاى وفوق الدولاب وتحت السرير !
رغم الصمت الذى يدفعنى لأن أكون أول أخرس يرفض تفسير الأحلام بطريقة برايل !
رغم كل الضغوطات المحلية والعالمية والكونية ..
رغم كل شئ :
أسجل هنا اعتراضاً على حجم اللامبالاة التى أصابتنى تجاه ظاهرة حرق الظل وخطف الألسنة !
كما أسجل عدم اكتراثى بالسوق الذى يشترى منه الملوك أحلامهم !!
ولا تعنينى طريقة التصنيع .. ولا التغليف .. ولا رقم الشحنة !
وكأنى منافق لا يعنيه هم المستقبل .. ولا يبحث عن حفرة تحميه من الزحف النووى القادم
وكأنى خائن يكيد لهذا العالم بصمته وتعاونه مع الأعداء تكنولوجياً أو عاطفياً !!
وكأنى فى هذا الكون بلا أعداء .. :xc:
أسبح فى بركة من الدماء الصديقة على ظهرى مرتدياً نظارة الشمس الداكنة !!
أشفط العصير البارد من طحال أبنائى !!

العالم الآن يا أصدقائى منقسم بفضل أحلام الملوك إلى قسمين لا ثالث لهما :
قسم الأصدقاء .. وقسم الآخرين !!
وهم فى الحقيقة قسم واحد .. f*
لكن الوجاهة الإعلامية تقتضى أن يكون هناك فريقان يتنافسان !!
ولو من قبيل التهريج .. تم فصلهم لقسمين بنية ادخال البهجة على قلوب المسحولين !!
يتبادلون الأدوار فيما بينهم : فالصديق قد يكون “آخر” .. ثم يتحول الآخر إلى صديق .. وأحياناً عشيق !!
ولكن يبقى الحب -وحده- هو المحرك الأساسى لهذه اللعبة .. والشفافية هى الوقود الذى يدفعنا للهاوية !

وكما هو مفهوم : فلم يوافق أى طرف قام بهذا التقسيم على أن ننضم (نحن) لأى فئة نخبوية منهما !
فلا مكان لمادة “نحن” .. بعد أن دهسنا قطار الوقت .. ولم تشملنا خطة الأحلام الملكية فى تقسيم العالم !
فلا نعلم أين “نحن” من خريطة هذا العالم الـ Funny !!؟
ولكى لا نعود مرة أخرى لقضية “نقح الضمير” التى لم نتكلم عنها سابقاً ..
ووأد الدعوة لإقامة الملاطم الإعلامية لفتق الجروح وفقع الخراريج ..
قام الطيبون والعارفون مأجورين .. بإضافة “نحن” بعد عدة وساطات وشفاعات ونذور لقسم جديد تم اختراعه حديثاً
يشكل هذا القسم الجديد منظوراً استراتيجياً عميقاً ..
ومفهوماً حضارياً متفتحاً .. يؤمن بالحرية المبنية على صعق المخالفين فى أماكن حساسة بالكهرباء !
وتكوَّن لهذا القسم الجديد سلوقان جرافيكى ملئ بالإبداع السياسى والتزوير الإعلامى المتقن
يسمح لنا بالبقاء تحت ظل هذا الكوكب بهوية مقبولة لدى الأسرة الدولية :
إنه قسمنا الجديد الذى خلقته الظروف الاضطرارية ..
إنه قسم : “نحن” .. بلا أعداء !!
أن نكون “نحن” .. بلا قابلية لتكوين أى شبهة لوجود ما يسمى بالـ “أعداء” !!
هذا على الرغم من أننا أعداء الجميع فيما يبدو ..
إلا أننا نجحنا بفضل الحكمة العالية والعصمة الغالية والرؤية الحانية ..
أن نكون “نحن” على وجه الخصوص طيبين نتمتع بالمرونة البهلوانية .. لنصبح بلا أعداء !!
ثم تحول هذا السلوقان إلى “المطلوب الأسمى” الذى تُسخر كل أحلام الملوك لتحقيقه فى هذا الكوكب الطيب ..!
يالنا من طيبين كويسين .. نختلف كثيراً حتى عن البعوض المتوحش الذى له أعداء !!

وجه إعتراضى الكيدى على أحلام الملوك أن أحداً لا يريد أن يفهم حقيقة واضحة جلية :
وهى أن أحلام الملوك لا يمكن تأويلها على أنها أضغاث أوهام .. أو تهجيص أفلام .. أو وارد تايوان !!
لا يمكن أن تكون أحلام الملوك ممارسة محصورة بين علامتى “فول ستوب” ما لأمها داعى !!
والأسباب وجيهة :

أولاً : أن الفول ليس من مفردات الملوك بكل تأكيد ..
بل مجرد مادة أساسية وفيرة تدخل فى التخطيط الحكومى لتأمين مستقبل المواطنين الغذائى !
ودليل ذلك : أنه حين رأى الملك الأول مجموعة من السنابل والأبقار يتعاركون فيما بينهم ..
فإنه كان -من حيث لا يدرى- يصنع خطة استراتيجية للمستقبل تعتنى بالأمن القومى الغذائى لشعب بأكمله !!
أنقذ شعباً بحلم واحد ..
فما بالك إن كان الملك يرى حلماً كل يوم .. فكيف يكون المستقبل ؟!
أو يحلم على مدار الساعة ..
أو لا يصحو من نومه أصلاً !!؟

فالحقيقة أن الملوك يفكرون بالرعية حتى فى أحلامهم ..
حتى فى أوقات الفراغ التى يكونون فيها فى عالم اليقظة !!
يصنعون لرعيتهم كل يوم حياة أفضل هناك .. فى الأحلام !!
ولم يجدوا وقتاً كافياً ليحلموا باحتياجاتهم الشخصية أو العائلية ..
فهم بشر قبل كل شئ .. يحق لهم أن يخططوا لأنفسهم ولو بـ “حلم” كل شهر !!
لكن الحقيقة أنهم متفانون فى هذه المهمة حد الإختناق :
فلم يثبت لنا التاريخ أن أى أحد من الملوك رأى فى أحلامه كافيار نرويجى يأكله سيمون فيميه هولندى ..!
أو رأى أحدهم فيليه مدخن يأكله جراد البحر المشوى على الفحم ..!
فهذه بدعة لا أصل لها فى دستور “أحلام الملوك” !!
وإنما رؤى الملوك تصنع مستقبل الرعية وتعينهم على قضاء الديْن الرسمى للدولة !!

وهكذا سار الملوك من بعد الفرعون الأول ..
يصنعون غذاء المواطنين فى أحلامهم ..
ثم يبيعون أحلامهم لكل جائع !!

أما ثانياً : فإن رؤى الملوك تخضع لتمحيص مختبرى دقيق قبل خروجها لعالم الإعلام ..
وقبل نشرها فى الجريدة الرسمية أو إذاعتها فى برنامج : من يحكم المليون بقرة !
وقد لا يفهم تأويلها العارفون .. أو لا يقدر على عبورها الخائفون .. أو يتردد بصددها المرجفون
لكنها تظل تحدياً مستمراً لقدرة أهل البطانة على استنباط أحكام الدستور والتخطيط لمستقبل هذه الأمة !
فتأويل أحلام الملوك قسَّم البطانة إلى قسمين بمعيار الإجتهاد والقدرة على التجديد :
تعبير أهل الحل والعقد .. وضغينة أهل الغل والحقد !!
فالأولون يرونها تنتسب إلى صدق النبوة .. لأنها تتحقق بشكل “مريب” كيفما فسرها أهل الحل والعقد المقربون !
ويرى المتأخرون من أهل الغل والحقد أن مثل هذه النشاطات الملكية لا تحتاج إلا لأن يشد عليها بعض الصالحين حجراً ويلقى بها فى قاع المحيط !!
وهنا تبرز قيمة التصنيف المخابراتى : فمن المفهوم أن طبائع الحقد الوطنى تحرك هؤلاء الخونة المتأخرين ..
هؤلاء المتأولين بلا سند ولا دليل .. !
وتفضى بهم لمعتقلات لا شباك فيها ولا خرم إبرة .. جزاءً من جنس عملهم الأسود !!

وثالثاً : أن من المفهوم أيضاً -ولو من قبيل التخيل- أن الأضغاث لا تصيب الملوك !
فأين الأضغاث التى تتسلل إلى أحلامهم من واقعهم الوثير !؟ ..
بل أين البصل والفول الذى “ينفخ” أوردتهم بغازات الوهم والخيال العلمى !؟
فلا ينبغى لملك أن يرى أضغاثاً .. لأنه رجل مسؤول يحمل هم الوطن !

وقد رُوى عن بعض الكذابين : أن ملكاً من الملوك قد رأى فى منامه أنه يذبح ابنه !!
فقصّها على أحد أفراد البطانة العارفين ..
والذى كان يشغل -بمحض الصدفة- رئيساً لبرلمان الحل والعقد !!
فأولها له ..
وقال يأيها الملك إن ابنك هذا سيد .. وسيرث هماً ثقيلاً !
وقد كان ..
وورث الابن همَّ “بابا الملك” .. !

مفروس

الفارس مفروس

Archived By: Crazy SEO .

Comments

Popular posts from this blog

مهيصة الفلوجة أوشكت على الإنتهاء !

تخاريف واقعية